from: http://www.midan.net/
حوار : درة قمبو
الأحداث 13-11-2007
الدكتور الشفيع خضر هو واحد من قيادات الحزب الشيوعي السوداني وهو أيضا من قيادات ما عرف بالتجمع الوطني، وكان من المشتغلين في مجال العمل التنفيذي في أعلى مؤسساته، وله تاريخ طويل في العمل العام، لكن أكثر ما عرف عن الشفيع هو بحثه المستمر عن قول آراء جريئة وشجاعة قد لا تتسق أحيانا مع خط حزبه، ومع ان الكثير من أعضاء الحزب يعتبرونه رابط أجيال داخل الحزب فهو أيضا من المرضي عنهم من قيادات الحزب التاريخية. وما ان تحين فرصة للحديث عن مؤتمر الحزب العام حتى يشير كثير من المراقبين إليه باعتباره واحد من المهمومين به، وكان هو الأنسب لفتح مضابط حوار حول نشرة صحفية وزعها الحزب الأسبوع
الماضي عن بدء الإجراءات العملية لقيام المؤتمر العام فكان هذا الحوار..
* د. الشفيع.. الحزب الشيوعي مقبل على مؤتمر عام بعد 40 عاماً.. لأي مدى سيكون مهيأ لاتخاذ قرارات حاسمة بالنظر لحجم
القضايا المؤجلة؟
- صحيح ان الحزب لم يعقد مؤتمره العام لفترة طويلة، وصحيح كذلك ما قلناه عن ان الظروف لم تكن مواتية لالتئامه بسبب الظروف التي مرت بها البلاد والخارجة عن إرادتنا، لكن لاحت ثمة أوقات كان يمكن فيها عقده، لكننا تأخرنا في سياق التحضير له، مثل فترة ما بين العامين ( 1985-1989م) والتي كان يمكن قيام المؤتمر فيها، وطبعاً كما تعلمون طيلة فترة عدم انعقاد المؤتمر العام حدثت أحداث كثيرة كان الحزب جزءاً رئيسياً في بعضها مثل انقلاب 1969م وبعده انقلاب 1971م وما تلاهما من حمامات الدماء التي طالت قيادات الحزب وكوادره، لكن على الرغم من القمع الشديد الذي تعرض له الحزب في عهد نظام الإنقاذ لكن كنا عازمون على بدء التحضير للمؤتمر العام بخطوات سريعة، ثم أضيفت متغيرات جديدة أهمها انهيار المعسكر الاشتراكي، مما جعلنا نسرع، فنحن منذ التسعينيات بدأنا ما نسميه المناقشة العامة المتركزة على هذه المتغيرات وكيف سيتعامل معها الحزب، وعملياً فإن التحضيرات للمؤتمر العام أراها انطلقت من حين تلك المناقشات، كما جرت مناقشات هي برأيي الاعمق في تاريخ الحزب واستغرقت وقتاً طويلاً وصيغت في عشرات الأوراق والكتيبات، وكلها منشورة وطالعها الناس علناً، ناقشت تلك الأوراق مستقبل الحزب وشكله التنظيمي وبعضها بحث قضايا نظرية، عموماً خلال العامين الماضيين، كنا نمضي بعمليتين متساويتين وهما ظهور الحزب للعلن مرة أخرى وتكثيف نشاطه وتثبيت أقدامه، وفي نفس الوقت التحضير للمؤتمر العام، حيث شكلت لجان تحضيرية أنجزت عملها وتبقت اللمسات الأخيرة، بالذات في اللجنة الخاصة ببرنامج الحزب التي تعمل في مراحلها النهائية، وبالتالي نحن الآن أمام المؤتمر العام، وأتصور ان ما مررنا به من تجارب منذ المؤتمر العام السابق تؤهله لاتخاذ قرارات هامة، أو على الأقل سيبدأ بذلك وبحجم التحدي الذي يواجهه. لكن، شخصياً لا أتوقع حسم كل القضايا التي ستطرح في هذا المؤتمر بالكامل لأنها كثيرة بالنظر لطول المدة من آخر انعقاد، لكن سيبدأ ذلك وبالتأكيد سنقطع شوطاً كبيراً فيها وسنواصل بعد المؤتمر إلى حين المؤتمر التالي المقدر التئامه حسب النظام الجديد المقترح للحزب بعد عامين أو ثلاثة.
* برأيك ما هي القضايا الأكثر إلحاحاً ولا تحتمل الانتظار للمؤتمر التالي.. ما هي مواضيعكم الملحة؟
المؤتمر سيبت في الخط السياسي للحزب المستند على التقرير السياسي الذي سيقدم في المؤتمر وهو بالمناسبة سينشر على الملأ قبل المؤتمر وسيلعب هذا التقرير دوراً محورياً في النقاش حيث سيتضمن في القرار بشأنه التكتيكات والخط السياسي للحزب في المستقبل، كما سيفصل في موضوع الدستور الجديد، إذ لابد من تجديد على القديم الذي أجيز في العام1967، وكما توجد تغييرات عملية متماشية مع المستجدات وفي هذا الموضوع جرت مناقشات كثيرة وكتبت فيها آراء حتى من خارج الحزب وجميعها منشورة، أيضاً سيقيم أداء قيادة الحزب طيلة الفترة الماضية وهنا أؤكد أننا لن نقيم قيادة واحدة، فقيادة 1969م ذهب كثير منها بالاستشهاد أو الموت الطبيعي أو الاستقالة، والأخيرين هم قليلين، كما خرج جزء كبير في انقسام 1970م وربما هم قرابة نصف اللجنة المركزية وهم بالتحديد 12 من جملة أعضائها الـ32، بحسب دستور الحزب يحق للجنة المركزية تكميل عضويتها، وبالتالي سنناقش أداء أكثر من قيادة، وثمة قضايا كبرى يتعين نقاشها في المؤتمر أهمها فترة نظام مايو وأحداث يوليو، وأعتقد أنه من الضرورة بمكان مناقشتها والتقرير بشأن أداء الحزب فيها، وهي قضايا لابد من تقييمها، كما ستتم دراسة ملخص المناقشة العامة، وهي كيف سيكون الحزب في الفترة المقبلة وكيف ستكون علاقته باطروحاته الأيدلوجية وبالمفاهيم التي ظلت موجودة والتي أصابها التصدع جراء انهيار المعسكر الاشتراكي، كل هذه عمليات سيبتدر المؤتمر حسمها، لكن لا أتوقع حسمها على الفور، لأنها كبيرة وليست بسيطة بأي حال.
* هذا التأجيل إلى متى سيكون..ما هي سقوفاتكم للبت في هذه المواضيع؟
- يمكن لا تؤجل ..لن تؤجل قضايا كبيرة..أتصور أن الانعقاد وإجازة التقرير العام وإجازة البرنامج الجديد وكذا الدستور الجديد هو في حد ذاته يعني حسم (70-80%) من القضايا التي نوقشت في الفترة الماضية، لأن القضايا التي نوقشت في الفترة الماضية عن تجديد الحزب والمرتبطة بانهيار التجربة الاشتراكية وتوصيات اللجان عنها مضمنة في التقرير العام الجديد أو الدستور المقترح أو القيادة الجديدة المتوقعة أو البرنامج المقترح، لكن توجد قضايا ذات طابع فلسفي ربما تستغرق وقتاً وهى التي يحتمل ان تؤجل.
* ما هي أبرز النقاط التي يطالها التعديل في دستور الحزب الشيوعي برأيك؟
- مشروع الدستور تطرق لما اصطلح على تسميته بالمركزية الديمقراطية وسيفتح النقاش حولها مرة أخرى في المؤتمر العام لتجويدها أكثر، لكن الرئيسي في مفهوم المركزية الديمقراطية أنه عبره سيتم التخلص من إطاره الذي كان يقيد الحركة ويجعلها أكثر حرية في القيادة من أنها في مجموع الحزب، وأعتقد أن المشروع الجديد أكثر ديمقراطية، كذلك العلاقة بين الهيئات القيادية والوسيطة والقاعدية وكذلك طريقة ترشيح الأعضاء للحزب، بجانب دور المناطق المختلفة وصلاحياتها، ومؤتمراتها في اتخاذ القرارات في إطار مجالها، كل تلك القضايا يمضي الدستور الجديد في توسيع دورها وصيرورتها إلى سيادة قرارها، بعد أن كان هذا الحق محصوراً لوقت طويل جداً في القيادة المركزية. لكن المشروع الجديد يمنح هذا الحق لكل منظمات الحزب.
* ما هي أبرز النقاط التي يطالها التعديل في دستور الحزب الشيوعي برأيك؟
- مشروع الدستور تطرق لما اصطلح على تسميته بالمركزية الديمقراطية وسيفتح النقاش حولها مرة أخرى في المؤتمر العام لتجويدها أكثر، لكن الرئيسي في مفهوم المركزية الديمقراطية أنه عبره سيتم التخلص من إطاره الذي كان يقيد الحركة ويجعلها أكثر حرية في القيادة من أنها في مجموع الحزب، وأعتقد أن المشروع الجديد أكثر ديمقراطية، كذلك العلاقة بين الهيئات القيادية والوسيطة والقاعدية وكذلك طريقة ترشيح الأعضاء للحزب، بجانب دور المناطق المختلفة وصلاحياتها، ومؤتمراتها في اتخاذ القرارات في إطار مجالها، كل تلك القضايا يمضي الدستور الجديد في توسيع دورها وصيرورتها إلى سيادة قرارها، بعد أن كان هذا الحق محصوراً لوقت طويل جداً في القيادة المركزية. لكن المشروع الجديد يمنح هذا الحق لكل منظمات الحزب.
* السكرتير العام للحزب قضى وقتاً طويلاً في منصبه..لأي مدى سيكون المؤتمر العام منفتحاً على انتخاب شخص جديد؟
- أعتقد أن ما يجب أن يناقش هو هل تخلفت قدرات السكرتير العام بعامل السن أو خلافه؟ وإجابتي قطعاً لا..لكن هذا سيقرره المؤتمر العام، وفي تقديري أن الأمر حتى الآن ليس مطروحاً بتلك الحدة التي تثار خارج الحزب باعتبار أن المطروح حالياً هو ترسيخ مفهوم القيادة الجماعية، إذ لا يحتوي دستور الحزب على منصب يسمى السكرتير العام للحزب، لكن بحكم العادة وتقاليد العمل السياسي في السودان كان ذلك، ما لدينا هو قيادة موزعة يعني شخص مسؤول عن العمل السياسي هو السكرتير السياسي وآخر للعمل التنظيمي يكون السكرتير التنظيمي وهكذا، لكن بحكم تولى السكرتير السياسي مهمة العمل السياسي والنشاط اللاحق له ونهوضه بالاتصال الحزبي والقرارات المتعلقة بالسياسة رسخ اسمه كسكرتير عام، لكن ماضون لجهة ترسيخ مبدأ القيادة الجماعية بشكل أوسع، وأنا أعتقد شخصياً أن الأستاذ نقد سواء من حيث القدرات أو الخبرة أو كثير من الأحكام المرتبطة بالعمل السياسي ما زال لديه القدرة على العطاء، لكن ما سيكون عليه الأمر في المستقبل فسيحسمه المؤتمر.
* لكن عملياً كلامك عن توسيع القيادة وترسيخ الجماعية كأنه يقول أن المؤتمر العام يتجه لتقليص صلاحية السكرتير العام الحالي وتوزيعها على جهات أخرى داخل الحزب؟
- ليس صحيحاً، أنا حاولت أشرح شيء موجود في الحزب لكنه لم يكن مفعلاً بالحجم الذي تبرز به في مشروع الدستور ونرغب ببروزها عملياً في أجهزة الحزب وهى أن يكون لدينا سكرتيرين وكل منهما في مهامه، إذ ليس لدينا مفهوم القائد العام، بل سكرتيرين يقود كل منهما مجموعته في إطار الجهة المحددة، يجب ان يكون التوصيف الصحيح هو ترسيخ القيادة الجماعية التي ظللنا نتحدث عنه وهو التطور الصحيح والعام في الحياة في أي مكان.
* هذا يقودني للسؤال عن الحديث عن ضيق الأجيال الجديدة في الحزب من محاولة تكريس القيادة الحالية لوضعها وهو ما يجعلها حريصة على تأخير المؤتمر العام حتى الآن، سيما أن المناقشات التي جرت مؤخراً تصب باتجاه التغيير وتفكيك الحالة القائمة، فلأي مدى الحزب يحتمل هكذا تحرك وتغيير؟
- أعتقد أن هنالك ظاهرة طبيعية في الحزب وكل الأحزاب الأخرى، لكن تناولها إعلامياً أو خارج المنظومة يعطيها زوايا مختلفة، بالتأكيد لابد من التفاعل والصراع الطبيعي بين الأجيال وأراها ظاهرة صحية جداً، ومن الطبيعي أن تأتى أجيال جديدة برؤاها ومفاهيمها وتحاول أن تعبر عنها من خلال وجودها مباشرة في القيادة أو من خلال تبنى أناس في القيادة لها، وأعتقد عن نظرية المؤامرة حيال قيام المؤتمر غير سليمة.
- "عشان شنو؟ عشان يعيش فترة تانية وهى معرضة للاختفاء أو ظروف النضال الأخرى؟
- "لا أعتقد..لا أظن ذلك، ربما علينا أن نعترف أن أدوات التعبير داخل الحزب ومساحة التعبير عن كل التيارات التي تمثلها مختلف الأجيال لم تكن كافية ولظروف كثيرة جداً كانت الحزب أضيق منها، لذلك يظهر في شكل ضيق أو "حراق روح"، لكن أعتقد ان العملية هي عملية تكامل أجيال زائد أن ماعون الحزب ومنهجه الذي تخطاه الزمن فعلاً بشكل طبيعي جداً، يجعل من عملية التكامل تبدو وكأنها عملية احتكاك وتصادم، وأظن لو توصلنا في هذا المؤتمر لمنهج لإدارة العمل الداخلي بحيث يمنح فرصة للتكامل المعنى، فستختفي مباشرة الأقوال عن هذا الاحتكاك وأنا واثق أنه لا توجد جهة تحاول تعطيل المؤتمر العام لكن ربما طريقة التحضير والتشديد على تجويده توحي لآخرين بأنها نظرة قابضة أو معطلة.
* هل تعتقد أن مبررات التعطيل مقنعة خاصة وأن القوى السياسية الأخرى عملت علناً وعقدت مؤتمراتها في ظل نفس الظروف التي مررتم بها فالحزب وحده تمسك بالسرية؟
- حزبنا الوحيد إذا تحدث شخص عن السرية والعلانية قضى معظم سنوات عمره في العمل السري وهذا يترك بصمات على طريقة التفكير فيه يصعب تجاهلها بأي حال حتى لدرجة الحذر الذي يكون في أوقات بدون مبرر وحتى يمكن يكون "وأنت بتشرب كباية موية" حيث كان الحزب هدفاً رئيسياً لديكتاتورية عبود كما كان هدفاً رئيساً لديكتاتورية نميري بل أعدم قادته وعشرات آخرين وظل تحت مطرقة التعذيب والاعتقال في نظام الإنقاذ لدرجة القتل لسنوات، وفي هذه الظروف لا يمكن محاكمة طريقة تفكيره بمثل ما أحاكم به مثلاً المؤتمر الوطني الذي عقد كذا مؤتمر في فترة محدده، هذا فيه إجحاف، لكن لكي نضع الأشياء في إطارها الصحيح، أعتقد أن الخطأ كان فكرة عقد مؤتمر عام في سنوات عبود الست، كان يمكن يكون سرى، يمكن الخطأ أنه لم يحدث تفكير في عقده سرياً، مع أن قيادة الحزب كانت تنظم اجتماعات موسعة يشارك فيها مائة شخص، وبعد المؤتمر الرابع كان يمكن عقده، لكن الحزب حينها كان يشهد صراعات عنيفة حيث أن مجموعة من الحزب كانت تضع يدها مع الانقلابيين وحصل انقلاب مايو وعقد مؤتمر تداولي سمي المؤتمر التداولي الاستثنائي، ولم يكن ممكناً عقد مؤتمر عام لأنه عملياً كان يوجد حزبين، فعقد مؤتمر تداولي لحسم قضية معينة وبعدها شكلت لجنة تحضيرية للمؤتمر الخامس لكن حدثت أحداث 1971م ومباشرة وقعت حمامات الدماء والإعدامات، فاستحال عقده، إلا إذا كان الحزب يهوى أن يصطاد ناسه من المؤتمر ويغتالوا، لكن نظرياً كان يمكن عقد مؤتمر سرى.. هذا رأيي، لكن قطعاً كان ممكن يعقد مؤتمر خلال الفترة من (1985-1989م)، أفتكر ان هذه الفترة وتفويتها كان خطأ كبيراً والحزب نفسه يقول الآن بذلك، وربما أول ما سيكون في مقدمة مناقشات المؤتمر العام هو التقصير في عقد المؤتمر العام في هذه المدة، وأعتقد ان هذا حجم المسألة وبالمناسبة في فترة الإنقاذ هذه فكرنا مراراً في عقد المؤتمر العام وفكرنا في عقده سرياً كما جاءت مقترحات لعقده بالخارج ودارت مناقشات حولها، لكننا كنا متمسكين بعقده في الداخل ككل مؤتمراته وبأن هذا الخارج مكمل فقط لنشاطه، لكن فيما عدا ذلك لا أرى فرص أخرى لاحت لعقد مؤتمرنا العام، أو لم يتفتق ذهننا عن أفكار لتجاوز عقبة القمع والعمل السري لعقده وعلينا أن نتحمل نتيجة أخطاءنا.
- حزبنا الوحيد إذا تحدث شخص عن السرية والعلانية قضى معظم سنوات عمره في العمل السري وهذا يترك بصمات على طريقة التفكير فيه يصعب تجاهلها بأي حال حتى لدرجة الحذر الذي يكون في أوقات بدون مبرر وحتى يمكن يكون "وأنت بتشرب كباية موية" حيث كان الحزب هدفاً رئيسياً لديكتاتورية عبود كما كان هدفاً رئيساً لديكتاتورية نميري بل أعدم قادته وعشرات آخرين وظل تحت مطرقة التعذيب والاعتقال في نظام الإنقاذ لدرجة القتل لسنوات، وفي هذه الظروف لا يمكن محاكمة طريقة تفكيره بمثل ما أحاكم به مثلاً المؤتمر الوطني الذي عقد كذا مؤتمر في فترة محدده، هذا فيه إجحاف، لكن لكي نضع الأشياء في إطارها الصحيح، أعتقد أن الخطأ كان فكرة عقد مؤتمر عام في سنوات عبود الست، كان يمكن يكون سرى، يمكن الخطأ أنه لم يحدث تفكير في عقده سرياً، مع أن قيادة الحزب كانت تنظم اجتماعات موسعة يشارك فيها مائة شخص، وبعد المؤتمر الرابع كان يمكن عقده، لكن الحزب حينها كان يشهد صراعات عنيفة حيث أن مجموعة من الحزب كانت تضع يدها مع الانقلابيين وحصل انقلاب مايو وعقد مؤتمر تداولي سمي المؤتمر التداولي الاستثنائي، ولم يكن ممكناً عقد مؤتمر عام لأنه عملياً كان يوجد حزبين، فعقد مؤتمر تداولي لحسم قضية معينة وبعدها شكلت لجنة تحضيرية للمؤتمر الخامس لكن حدثت أحداث 1971م ومباشرة وقعت حمامات الدماء والإعدامات، فاستحال عقده، إلا إذا كان الحزب يهوى أن يصطاد ناسه من المؤتمر ويغتالوا، لكن نظرياً كان يمكن عقد مؤتمر سرى.. هذا رأيي، لكن قطعاً كان ممكن يعقد مؤتمر خلال الفترة من (1985-1989م)، أفتكر ان هذه الفترة وتفويتها كان خطأ كبيراً والحزب نفسه يقول الآن بذلك، وربما أول ما سيكون في مقدمة مناقشات المؤتمر العام هو التقصير في عقد المؤتمر العام في هذه المدة، وأعتقد ان هذا حجم المسألة وبالمناسبة في فترة الإنقاذ هذه فكرنا مراراً في عقد المؤتمر العام وفكرنا في عقده سرياً كما جاءت مقترحات لعقده بالخارج ودارت مناقشات حولها، لكننا كنا متمسكين بعقده في الداخل ككل مؤتمراته وبأن هذا الخارج مكمل فقط لنشاطه، لكن فيما عدا ذلك لا أرى فرص أخرى لاحت لعقد مؤتمرنا العام، أو لم يتفتق ذهننا عن أفكار لتجاوز عقبة القمع والعمل السري لعقده وعلينا أن نتحمل نتيجة أخطاءنا.
* من يتحمل مسؤولية هذه الأخطاء بالتحديد؟
- القيادة بالطبع كلها.
* ماذا عن تغيير أسم الحزب، هل حسمت المناقشات الداخلية الأمر فيها؟
- أهم ما في هذا الموضوع برأيي انه فتح من داخل الحزب وليس من خارجه، وليس بدعوة من خارجه ودارت مناقشة حوله سيتم تلخيصها وتقديمها للمؤتمر العام.
* دون شك فإن فترات العمل السري الطويلة تؤثر على حجم ونشاط عضوية الحزب..لأي مدى ترون أن الحزب تأثر سلباً أو إيجاباً بالعمل السري من رصيده الجماهيري خصوصاً وأنتم على أعتاب المؤتمر؟
- العمل السري بالتأكيد يؤثر سلباً من ناحية الإقبال والتوجه نحو الحزب، لكن ملاحظتي ان الحزب زاد الولوج إليه كثيراً كعضوية في فترة الإنقاذ، وعموماً لا نشعر بتقلص لدرجة حرجة بل العكس، يوجد ولوج كبير للحزب ولو حدث تحول ديمقراطي أو انفراج كالعادة ستزيد العضوية.
* إذاً كم تتوقع أن يكون عدد المؤهلين للمشاركة في المؤتمر العام من واقع الزيادة التي ذكرتها في عدد العضوية؟
- شخصياً لا علم لي بالتحديد لكن لابد من تمثيل وفق مبادئ عامة أهمها ان يكون التمثيل ديمقراطي بمعنى ان يكون عن طريق الانتخاب من دائرته وان يراعي التمثيل النسبي للفئات المختلفة والمجالات والفروع وما إلى ذلك، وكل هذا الأمر يخضع بالنهاية لإجازة المؤتمر العام في جلسته الأولى فإذا أقتنع المؤتمرون بسلامة الإجراءات يمضى الأمر، لكن أعود وأقول أنني لا علم لي بعدد المؤتمرين.
* دعنا ننتقل لعلاقة الحزب الشيوعي مع الحركة الشعبية شهدنا مؤخراً مواقف متأرجحة من انتقاد السكرتير العام لحزبكم لمواقف الحركة إلى التحرك في مواقف موالية لها ولقاءات معها وتنظيم نشاط متناغم معها، كما ان الحزب سجل مواقف باكرة من التجمع..ما الذي يجرى بالضبط وكيف تنظرون لمستقبل علاقتكم مع القوى السياسية؟
- الحزب الشيوعي يحرص على علاقة صحية مع كل القوى السياسية وحسب ما هو متفق عليه بين الطرفين، بمعنى لا هو يعطيها تهويل ولا أن يقلل من قيمتها، وعلى هذا الأساس نحن نحتفظ بعلاقة محترمة مع كل الأحزاب السياسية في البلاد، ويتواصل معها في شكل مبادرات وما نقل في صحيفتكم عن السكرتير العام للحزب أعتقد أنه وقع إشكال في التعامل مع السياق الذي تحدث فيه الأستاذ نقد، بدليل أن ما حدث بعدها كانت تصريحات الحزب وموقفه متماشية مع ما حدث، وجوهر حديث الأستاذ نقد لم يخرج عما تعامل به الحزب فيما بعد وكان هو من ساهم في بلورة تحركات الحزب تجاه الحركة الشعبية فيما بعد.
No comments:
Post a Comment