Monday, January 21, 2008

في نعي المناضل الثوري و المؤرخ الجليل

بالامس غيب الموت د. محمد سعيد القدال!
و تظل كلمات د. القدال التي اختارها واصفا بها غياب الشهيد / عبد الخالق محجوب عن ساحات الوطن و العمل النضالي – الثورى ماضية وباقية و جديرة بان نسجلها هنا :
" لن يسوقوا البحر للمنفى و قاع الموج فينا ! "
بالنسبة لرجل في نوعية و هامة و عجينة د. القدال فان البحر العريض يظل هو شعب السودان، و تاريخ امة السودان ..
.. إنه ذلك التاريخ الحافل بالحِراك البشرى لقبائل و عشائر و شعوب السودان، التاريخ الحافل بالصراعات المتواترة عسكريا و سياسيا ، الصراعات المشتعلة لحظة قيام دولة الحلف السناري المؤسس وفقا لوثيقة ( جبل موية ) ، إنها الصراعات المُستمرة والماضية حتى اليوم تحركها مصالح الفئات و الطبقات السودانية و اطماع القوى الاجنبية
إنه التاريخ الذى استهوى د. القدال و شغف به، وكرس حياته لفهمه ، و سبر اغواره لإعادة قراءته وفهمه مجددا علي نحو سودانى علمى جديد متجاوزا محدودية هولت و قصور نعوم شقير
.. التاريخ الذى استهوى د. القدال نجده مُجسد في ملامح تلك الانتفاضات الوطنية - القومية و الجماهيرية علي يد الامام المهدى و البطل السُحينى و السلطان عجبنا ، و زخات مكسيم عبد الفضيل الماظ و إنتفاضة ابريل 1985 .. إنه التاريخ الكامن في دواعى و اسباب و دروس تلك التقهقرات و الهزائم المرسومة في سفوح كررى، و سطوة الكوندومنيوم البريطانى - المصرى ، و تراجع ثورة الشعب في إكتوبر 1964 ، و عثرات نيفاشا و مخاض التحولالديمقراطى..
في كل ذلك ظل محمد سعيد القدال يتنفس هواء السودان وتاريخ امة السودان، بل ظل ياكل ويشرب في عميق التواضع و التبسط وسط ابناء شعبه من قدح محمود ود زايد و ينهل من حكمة الشيخ فرح ود تكتوك ، و يصارع من مواقع الحداثة و المعرفة، و المنبر الاكاديمى ، و من داخل السجون و المنافي ، و في قلب حركة النضال الجماهيري والحزبي ليحول تاريخ السودان من سرد تقليدى رتيب ومغالطات عقيمة تحركها المصالح ، الي علم رصين تحركه القوانين الموضوعية ..
.. اجمالا كانت رسالة الراحل د. محمد سعيد القدال ، هي تحويل التاريخ الي بوصلة هادية في أيدى الكادحين و قوى الثورة السودانية
.. من كتاباتك يا أبا ناظم و نازك نتعلم دروس الحياة و حكمة التاريخ ، و من سيرتك العطِرة نستقي و نفهم اشتراطات و مشاق و تبعات الصراع السياسي السوداني بحجمه الكبير و ليله الطويل .. و منك ايضا نستمد الامل و فضيلة الايمان بالشعب و تاريخ الامة
نم غريرا بجانب رفاقك من كوكبة الشهداء و الراحلين.. حار عزاؤنا لقوى الثورة السودانية في المهاجر وداخل الوطن العزيز
التحالف الديمقراطى بامريكا ... يناير 2008
His narrative of the Sudanese history was always based on the careful examination of the socio-economic condition and class structure of Sudanese society. At the same time, his way of analysis was never mechanical, and he vividly demonstrated the dynamic process of interactions between different social forces and areas which constituted Sudan. He was also keen on the point that a historian should present a comprehensive picture, and this attitude later developed into his another important book, “The Modern History of the Sudan”, the first full-fledged history of modern Sudan written in Arabic by a Sudanese historian.
Prof. al-Qaddal was a simple, modest, and warm-hearted person. Great scholar as he was, he was without any trace of self-conceit. He always sympathized with the weak and the oppressed, and was willing to help his friends.
Yoshiko KURITA
(Professor of the Sudanese History, Chiba University, JAPAN)
January, 2008 posted on www.midan.net

No comments: