Tuesday, January 20, 2009

Almahri calls for a Unified Civil Movement in Darfur

photo source: http://future-fullsudan.com/site/index.php?option=com_content&task=view&id=161&Itemid=9

re-posted from www.Sudanile.com 16 January, 2009 09:24:22 AM


دارفور: أرضاً سلاح أيها الرفاق
نحو حركة مدنية موحدة

يوسف عزت الماهري
mahri56@hotmail.com




كان لصوت السلاح الذي إنطلق من قمة جبل مرّة ومن سهول دارفور أثراً مدوياً سمعه القاصي والداني مصحوباً بشعارات ثورية تدعوا للتحرر ولإزالة التهميش وللمشاركة في صنع القرار وغل يد المركز الطائلة والتي نهبت موارد البلاد وظلمت وسحقت وقتلت وافقرت جموع الشعب السوداني لصالح فئة من الطفيليين والمنتفعين بقوت الشعب. وقد كانت كل اسباب الثورة وحمل السلاح متوفرة في دارفور وفي غيرها من أطراف البلاد ووسطها ، ولم يستغرب احد حمل السلاح ومبرراته ، ولكن بعد فترة قليلة من إنطلاق ذلك الصوت تعثرت الثورة التي كان المرجوا منها تحقيق حلم اهل الهامش في التحرر والمشاركة في السلطة والثروة وصنع مستقبل البلاد ، وغرقت الشعارات في وحل القبيلة وفي الطموحات الذاتية وعجز بعض القادة أن يبرهنوا صدق شعاراتهم بل تخلى البعض عن القضايا الحقيقية التي فجرت الثورة وأتجهوا للإستثمار الرخيص في إفرازات الصراع غير المتوقعة ، بل راهن البعض بشكل كامل على قوى اخرى غيرهم تأتي لتحملهم على عروش القرارات الدولية للقصر الجمهوري.
وتلك البندقية التي إنطلقت لتعلن عن قضية شعب الإقليم المهمش تحولت لصدور الرفاق وأريق دم قادة لهم دورهم والآن طفح الكيل حين ظن بعض قادة الحركات إن القوة المسلحة التي بيدهم كفيلة بسحق الحركات الاخرى في طريق الوصول للقصر المهتريئ ! وبدلاً من إستخدام رصاصهم في مواجهة رصاص الحكومة إتجهوا لتصفية من هم كانوا مقاتلين معهم في ساحة واحدة.


وبما إننا جميعاً مسئولين بشكل أو آخر عن ما حدث ويحدث وعن الشتات الذي طال شعب دارفور فعلينا تحمل مسئوليتنا امام شعب دارفور والشعب السوداني ، فبعد كل الجهد والدم والمذابح هاهي دارفور اليوم تواجه مأساة اخرى متمثلة في الصراع الداخلي الذي إنتقل من حيز الصراع القبلي بين شعوب دارفور إلى الصراع بين الحركات المسلحة التي نهضت من اجل هذا الشعب حسب البرامج والمنفستوهات المعلنة.
لقد برهن الواقع إن اسهل شيئ هو إعلان حركة مسلحة وإن دارفور اليوم وفي ظل التشرزم الراهن مؤهلة لإنشطارات كبيرة متوالية ، وعلى الجميع أن يتوقفوا للحظة والتفكير في مآلات هذه الحال.


حين تم التوقيع على إتفاقية ابوجا من قبل فصيل منـي أركو منّاوي ، صرح عبد الواحد تصريحاً غامضاً مضمونه إنه لن يطلق ولا رصاصة مرة اخرى في دارفور ، وأذكر قد تناولنا مع مجموعة من ابناء دارفور مضمون ذلك التصريح بالنقاش العميق وراهنّا على إن عبد الواحد سيقود حركة مدنية واسعة تنصبه قائداً للشتات الدارفوري ولكن أثبتت الايام إن عبد الواحد لا يريد أن يكون قائداً سوى لذاته ولحفنة من بطانة منتفعة من الوضع الراهن ، وبعض حملة الدكتوراة المزيفة الذين يقبضون رواتبهم من جهاز الامن السوداني مقابل عزل عبدالواحد من لعب أي دور في مرحلة ما بعد أبوجا. وقد خاب رهاننا ورغم إننا جميعنا دعمنا العمل العسكري وساندناه بالموقف ودعمنا قيام حركات تحمل السلاح حتى لا يحدث فراغ لصالح السلطة إلا إن ذلك كله كان وما زال عملاً لا يلغى ضرورة تكوين عمل مدني سياسي مواز للبندقية وله إستراتيجية واضحة في مواجهة الحكومة وفي توحيد رؤى شعب دارفور على اساس المطالب العادلة التي من أجلها إنطلق السلاح ووضع الخطط لمعالجة إفرازات الحرب في ما بعد السلام.


واليوم وبعد أن دخلنا مرحلة جديدة في العمل المسلح بين حركات دارفور وتصور البعض إنهم بإمكانهم تصفية وجود الحركات المسلحة لصالح حركة واحدة مدعومة من الخارج والداخل لتنفرد بالحل بناءاً على منطق القوة المسلحة علينا التأكيد على الآتي :
- لدارفور قضية عادلة مرتبطة بالصراع مع المركز من اجل إنتزاع حقوق معلومة ، ولا تنفصل قضيتها عن الازمة السودانية بمجملها وحل الازمة في دارفور هو حل لواحدة من أعقد القضايا التي تواجهة بلادنا لأن الصراع في دارفور مرتبط بقضايا التنمية والهوية وهي أساس الحروب في بلادنا، ومثل هذه القضايا لن يستطيع تنظيم أو حركة واحدة التصدي لها وحلها بمعزل عن الآخرين كما إنها لن تحل وفق تصورات مبسطة لقضية التهميش مرتبطة بعدد الوزراء في السلطة أو المناصب الإدارية.


- واقع دارفور تلعب فيه القبيلة الدور المحوري ، وتراجعت كل الأطروحات السياسية لتفسح مجالاً للقبيلة التي شجعت الدولة بروزها مما أعاق أي عمل يسعى لتوحيد الناس ، ولا توجد حركة من كل الحركات المسلحة اليوم تستطيع أن تعالج هذه المعضلة لأن إنقسام الحركات أساسه القبيلة وليس إختلافات فكرية ولذلك السعى لتوحيد الحركات بالقوة وفق تصورات البعض سيصطدم بهذا الواقع وستغرق دارفور في نهر دم جديد. ففي دارفور اليوم هنالك من يتحدث عن الحواكير والحق التاريخي ، وهنالك من يتحدث عن القبيلة القوية وهنالك من يسعى لكسب قبيلته لصفه بخطاب تحريضي ، وفي مثل هذا الواقع المأزوم تصبح تصورات البعض بتوحيد القبائل " الحركية" بقوة السلاح وسرعة التايوتا تصور يفتقر للقراءة الصحيحة ونتائجه ستنعكس على تبديد الجهد في ما لايقدم بل يؤخر.


- القوة التي يستند البعض عليها في حسم معركة توحيد الحركات لصالحهم وحدهم تفتقر للتفكير السياسي الناضج وقبل ذلك تفقتد للشعبية وقوة الدفع الجماهيري التي تسندهم ، ومحاولة نقل تجربة الحركة الشعبية لتحرير السودان لدارفور هو مجازفة غير محسوبة ، فحين قاتل الدكتور جون قرنق الإنفصاليين في جنوب السودان كان مسنوداً برؤية سياسية وإستراتيجية واضحة للتغيير ، ومنطلقاً من سند جماهيري في الشمال والجنوب وتاريخ سياسي معروف ، ولذلك نجح في تماسك الحركة الشعبية بكل تعددها القبلي واختلافات قياداتها الفكرية ، وذلك النموزج يجب أن يستفاد منه في بلورة رؤية سياسية يتوحد حولها الناس قبل إطلاق الرصاص على صدور مقاتلي دارفور.


- الذين ينطلقون اليوم لتصفية الحركات المسلحة وفرض واقع جديد في دارفور يغفلون عن حقيقة مهمة وهي إن السلاح ارخص اليوم من ثمن الحبر الذي نكتب به بياناتنا ، ومتوفر وبيد الجميع ولكن إستخدامه يجب أن يكون من اجل القضايا التي فجرت الصراع وليس من اجل الانتقام والعودة للسلطة بأي ثمن حتى وإن كان ذلك الثمن رؤوس ابناء دارفور حاملي السلاح جميعهم.


وخلاصة الامر ، على جميع ابناء دارفور أن يتوقفوا برهة للتفكير في مآلات هذا الوضع ، والكيفية التي يمكن بها إدارة الصراع مع النظام والإنتصار لشعب دارفور خاصة والشعب السوداني عامة ، فأخونا عبد الواحد الذي بقي حياً منذ بداية الثورة إختار طريقاً لزعامة بلا عمل ، وإعتكف في فرنسا يتحدث تارة عن قرب وصوله للسلطة وتارة عن مطالب غير معروف من الذي يأتي بها ووعود غير معروف من الذي سينفذها ، وهو الشخص الوحيد الذي وجد قبولاً جماهيرياً من شعب دارفور بمختلف القبائل ولكنه لا قاتل حتى النهاية وإستشهد ولا أسس حركة سياسية فاعلة ، وأصبح يتصور واقع دارفور بعد أربعة سنوات من الغياب ويدير معركة على شاشات التلفزة واللقاءات الصحفية والواقع متغير ومتجدد كل يوم وموقف القوى الدولية التي عليها الرهان يتبدل حسب تبدلات هذا الواقع.
أما قادة الحركات الاخرى فينشطون مع أي مبادرة أو إقتراب موعد التفاوض وهم في حالة إنتظار لحدث يأتي من جهة أخرى غيرهم ، والقادة الميدانيين قابضين على زنادهم في مواجهة مع النظام فإذا ببعض القوى تأتي لقتلهم أو إجبارهم للإنضمام إليها.
أما اخونا رئيس السلطة الإنتقالية ومن خلال قراءة لبيانه المنشور بعد تعرض قواته لهجوم في منطقة مهاجرية فهو عاجز عن الفعل نتيجة لقرار خاطيئ إتخذه في لحظة " شفقة" وتعجل للوصول للسلطة ليجد نفسه اليوم يقف في مواجهة رفاق الامس وغير مسنود سوى بمصفوفة الفاشر وإتفاق لا يحرسه الدستور ، وليس امامه سوى المؤتمر الوطني كنصير وهو الآخر مخنوق من رقبته.


أما الدكتور خليل وحركته فقد إختاروا طريقاً شائكاً في فتح عدة جبهات في وقت واحد ، جبهة تصفية الحركات المسماة صغيرة وجبهة مواجهة السلطة ، وإختيار هذا الطريق لن يكون إلا في حالتين الحالة الاولى هي إن هنالك إتفاقاً مع السلطة قد تم إبرامه بين حركة خليل والسلطة وجزء من الالتزامات المترتبة على خليل ترتبط بتصفية الحركات الاخرى قبل الوصول للإتفاق النهائ وليبرهن عملياً إنه الحركة الاكبر ، أو هنالك خللاً في تفكير هذه الحركة يحتاج منهم لمعالجة.


هنالك قوى كبيرة من المثقفين والكتاب وأبناء وبنات المدن وقيادات القبائل والطلاب ومنظمات المجتمع المدني في دارفور والمحامين والاساتذة ، وأبناء دارفور بالخارج هذه القوى ساندت العمل السياسي والعسكري ووقفت معلنه موقفاً واضحاً من سياسات النظام ولكن تهم تهميشها لصالح البندقية ، واليوم وبعد أن وضح جلياً إن البندقية وحدها لن تحقق نجاحاً سياسياً وإن المراهنين عليها وحدها عجزوا عن توحيدها بالتي هي احسن فعلى هذه القوى أن تسمع صوتها من خلال تحالف مدني سياسي يعبر عن القضايا الاساسية لدارفور ويسمع صوته للشعب السوداني ويلتقى مع كل القوى المدنية للدفاع عن حق شعب دارفور في ارضه وعرضه وتقرير مستقبله دون إلغاء لأي حركة قائمة ولكن تعليه لصوت القضية وعدم فصلها من الصراع في السودان المرتبط بضرورة إزالة نظام المؤتمر الوطني وتفكيكه لصالح دولة وطنية قائمة على اسس العدالة الاجتماعية وديمقراطية تعددية والتي يعيش فيها كل الشعب السوداني بالتساوى وليس لصالح دولة قبيلة أو حركة واحدة أو حزب واحد .

No comments: