Monday, June 22, 2009

وداعا" عادل المرضى ..


وداعا" عادل المرضى ..


"طوبى لمن مات على حب الشعب و الوطن و ظل مؤمنا بدور حاسم مرتقب لجحافل الكادحين"


إلى زوجته الوفية الصابرة : نادية عبد المتعال
إلى ابنائه المشرقين بالحياة المتوثبين للغد و الضاجة وجوههم بكريم خصاله
إلى اسرته الكبيرة و رفاقه و اصدقائه و قادة حزبه الشيوعي السوداني

عند العاشرة من مساء الجمعة 19/يونيو/2009، شاهد الناس و للمرة الأخيرة عادل المرضي وهو مسجى بمقابر القاردن – لايت بمدينة سينسيناتي بولاية اوهايو الامريكية
وحسبما شهد و اكد من حضروا مراسم الدفن الاخيرة، فقد عبر هذا الشيوعي النبيل برزخ الإنتقال الابدي و على وجهه تلك الإبتسامة الهادئة التى سايرت مواقفه وردود افعاله و صبغت حياته المفعمة بتلك الدلالات الإنسانية العظيمة لحياة الناس اليومية
فوق ذلك القبر المهجري القصي، زحف ليل امريكا البهيم مُسدلا الستار على الصفحة الأخيرة لحياة عامرة بقيم النضال و التضحية و الثبات على المبدأ، و واضعا مؤشرا هاما في كتاب الخروج الإجباري الكبير لاهل السودان: حقا لا تدري نفسا ماذا تكسب غدا"، و بأي ارض تموت. غير ان اهل السودان يدركون تماما وعند هذا المنعطف التاريخي الخطير لازمة الوطن، بأن إنقلاب إسلاميى الإنقاذ و المؤتمر الوطني الذى حركته اطماع السلطة و شهوة المال و التملك في يونيو 1989، كان و سيظل هذا الإنقلاب هو سببا مباشرا" لهذا الشتات الطويل الفادح، ولهذا الإرتهان اللعين للمجهول و لدوامة الخوف على وطن يتمزق ارضا، و قبائلا ، و قوميات و شعبا"

ظل عادل متمترسا بحزم و صبر، فكرا و نشاطا في صفوف حركة الشعب و جماهيره الكادحة، ظل يسوق الامل و الئفاؤل و الشجاعة النادرة ليلا و نهار وهو يصارع المرض اللعين و عينه على مصير وطنه و امته، حقا كان مرضا إستثنائيا لعينا" لا مخرج منه، قابله عادل بذلك الجلد و الهمة يوم ان كان يبني مع رفاقه حركة نقابات الموظفين و إتحادهم الشامخ الجسور فيما بعد إنتفاضة مارس – ابريل 1985
أنه عادل المرضى القيادي بالإتحاد العام للموظفين السودانين وهو يخوض حواسم المعارك النقابية و سائرا في طليعة جماهير النقابات السودانية على شارع المك نمر نحو مجلس الوزراء فيما عرف بإنتفاضة السُكر و هبة ديسمبر 1988 الجماهيرية التى بدلت معادلات البلد السياسية و أعطت للبرلمان السوداني معنا" جديدا"، و مهدت الطريق لإنبثاق حكومة القاعدة العريضة و فتح الطريق لتنفيذ اتفاقية الميرغني – قرنق (ترياق الوحدة و السلم الوطيد).
و بذات الجلد و الشجاعة و إبتسامة قاردن – لايت الابدية الاخيرة الهادئة، فقد قابل عادل المرضي التعذيب الوحشي في بيت الأشباح القمىء ذاك.. لقد سجلت مضابط و توثيقات ناشطي الحقوق ان ضابطا انقاذيا اسلاميا شائه العقل و الطوية قد ظل ينهال ضربا على راس الشيوعي عادل المرضى بكتلة مفاتيح حديدية ثقيلة معقودة بسلسلة سميكة حتى قاده إلى غيبوبة عميقة، شهد على ذلك الطبيب الشجاع /احمد عثمان سراج رفيقه في الحبس وهو من اقام الارض ولم يقعدها ليضمن وصول عادل للمستشفي حافظا له حق الحياة و البقاء على درب النضال الطويل

عادل المرضى ممن ذهبوا إلي القبر وهم على كامل الثقة بصعود حركة الجماهير الديمقراطية لكادحي السودان، على كامل اليقين بإنفجار طيفها الواسع و زخمها الراديكالي – الثوري. على كامل الإيمان بمقدم
الديمقراطية الكاملة الحقة و العدالة الجنائية الناجزة.
وفي امر القصاص العادل ورد المظالم فإننا في التحالف الديمقراطي نجزم و نؤكد، بأن عادل المرضي هو ممن سيعطون الاولوية لملف ضحايا و مغتصبات دارفور، سيعطي عادل الاولوية لقتلى دار إتحاد مؤتمر البجا بترب هدل، و تلك الدماء التي أريقت هدرا و ظلما في كجبار و كرتون دار السلام، و جريمة بركس طالبات دارفور بجامعة الخرطوم التى جرت وقائها في يونيو الجاري، سيقدم عادل كل ذلك على ملف قضيته الخاصة المتعلقة بتعذيبه و إنتهاك حرمة جسده في بيوت اشباح اسلامي – الإنقاذ
رفيقنا عادل ظل على موعدا" مع القدر، موعدا" لا محال آتيا، و متحققا" و شرطا" لازما" لإنبثاق سودان الحق و العدل و الديمقراطية و السلم الوطيد. يوما قد يراه البعض بعيدا، لكننا مثلما كان رفيقنا الراحل عادل المرضي، نراه يوما قريبا وخطا" يوميا تصنعه الجماهير بتراكم نضالاتها و عظيم صبرها و إنبثاق و عيها و يقينها

ارقد و نم هادئا مطمئنا" يا عادل، .. ستبقى في قلوبنا و كلماتنا و وعينا المتجدد، ستبقى في رايات نضالنا الخفاقة، و سيبقى مكانك في شوارع خرطوم الغضب و الإنفجار و الثورة محفوظا و مرسوما بالدماء و انوار الخلاص الوطني،

وداعا عادل المرضي ايها الشيوعي السوداني النبيل ..



التحالف الديمقراطي بامريكا – يونيو 2009
Read in this online link an old Action Alert issued by the Human Rights Action Network on the latest arrest of Adil in 1997

No comments: